السبت، 26 سبتمبر 2015

في رحاب :سيد البطحاء أبــو طــالـــب كافل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وناصره



مقدّمة
تعرّض قسم من الصحابة من أتباع علي(عليه السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)الى الاضطهاد والإقصاء والتنكيل، كما تعرّض القسم الآخر فيما بعد الى القتل والحرمان والتشريد.
ولم تكتف السياسة عند هذا الحد; بل نهجت أساليب اُخرى للنيل من خصومها ومعارضيها، منها قضية تكفير الآباء والأجداد.
وترسّخ هذا الاُسلوب في العصر الاُموي، حين كان الصراع مشتعلاً على أوجه بين الخط الهاشمي والاُموي الذي خسر الجولة أيام رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجاء العباسيون من بعدهم فوجّهوا هذا الاُسلوب نحو أغراضهم السياسية كما هو التوظيف الاُموي.
ولم تكن ظاهرة التكفير مسؤولية دينية بقدر ماهي سياسية، فليس هناك مثلاً أي نص يجزم بأهمية تكفير أبي طالب على وجه الخصوص، سوى نصوص ملفقة تفتقد القيمة العلمية، كما سنبيّنه في طيات هذا البحث، أمّا التاريخ فلا يسجل لنا ولو واقعة واحدة من حياة أبي طالب تثبت كفره.

والجدير بالذكر أن قضية إسلام أبي طالب لم تكن محل جدل طيلة حكم الخلفاء. الأمر الذي يؤكّد الاُصول الاُموية لهذه القضية في واحدة من مساعيهم للنيل من البيت الهاشمي، الذي ملأت مناقبه ومفاخره الذاكرة الإسلامية، ولا تخفى أهمية أبي طالب الذي يراه البيت الاُموي المنافس الألدّ، الذي حاز الشرف في قريش، واكتسح أبا سفيان زعيم اُميّة...
من هنا سوف نتناول في هذه الدراسة، إثبات إسلام أبي طالب ضمن عدة فصول.
في الفصل الأول: نتعرض فيه الى الخلفية التاريخية التي تولّىبسببها أبو طالب الرئاسة لقريش، كونه يمثل امتداد الخط الإبراهيمي الحنيف.
وفي الفصل الثاني: نعرّف بهوية أبي طالب الشخصية وصفاته وسيرته العامة.
وفي الفصل الثالث: نسلط الضوء على مستوى علاقة أبي طالب(عليه السلام)مع النبي(صلى الله عليه وآله).
وفي الفصل الرابع: سنتناول حوارات أبي طالب(عليه السلام) مع قريش، وتنوع أساليبه وكيفية إعلان وقوفه الى جانب النبي(صلى الله عليه وآله) .
واخترنا في الفصل الخامس: نماذج من تصاريح ومواقف النبي(صلى الله عليه وآله)والأئمة(عليهم السلام)والصحابة في أبي طالب(عليه السلام).
أمّا الفصل السادس والأخير: فتناولنا فيه شبهة كفر أبي طالب(عليه السلام)والجذور التاريخية التي أدت إليها، والأدلة الشرعية التي اعتمدتها ، مناقشةً ونقداً.

الفصل الأوّل

رئاسة أبي طالب في عمقها التاريخي
عاشت البشرية في فترة ما قبل الرسالة أسوأ حالات التردي والانحطاط الحضاري، من الظلم والبؤس والاستبداد، وقد لخّص القرآن الكريم تلك الحالة بقوله تعالى: (وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)[1].
ولم يكن العرب أحسن حالاً من باقي المجتمعات، بل إنهم جزء لا ينفصل من هذا التردي والسقوط الذي عمّ البشرية جمعاء. فكان الجهل والخرافة والظلم هي الظواهر الحاكمة آنذاك.
فنجد مثلاً الحرب هي الاُسلوب الأمثل لحل المشكلات، وهي المحور الـذي تدور حوله رحـى الأبنية الثقافيـة والقانونيـة والاقتصادية.
فالحكم تتفرد به الطبقة الغنية والقوية، فتشرّع هذه الطبقة للمستضعفين ما يحلو لها من القوانين التي تحمي سيادتهم وسلطتهم.
ولذا نجد طبقة الفقراء والعبيد والمرأة ليس لهم الحق في تقرير حياتهم.
ونلاحظ العرب قبل البعثة لم يكونوا أهل كتاب ولا دين، وكانت عبادة الأصنام والأوثان والجن والملائكة، هي اهتمامهم الوحيد أمام تطلعاتهم الحياتية والمستقبلية، فكان المؤثّر فيها هم الكهنة واليهود.
وقد لخّصت فاطمة الزهراء(عليها السلام) حالة العرب والتدهور الذي أصابهم قبل بعثة الرسول(صلى الله عليه وآله)، بقولها: «فرأى ـ الرسول ـ الاُمم فرقاً في أديانها، عكُفاً على نيرانها، عابدةً لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها... الى أن قالت: تشربون الطرق[2] وتقتاتون القد[3] ، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله بأبي محمد(صلى الله عليه وآله)، بعد اللتيا والتي، وبعد أن مُني بُهم[4] الرجال وذؤبان[5] العرب ومردة أهل الكتاب»[6].
فمكة البلد الذي يعتبر من أهم المراكز عند العرب من الناحية الدينية والتجارية والثقافية، وذات العمق الديني والسياسي، تعيش حالة من السقوط الحضاري والتردي الثقافي والاجتماعي بكل معانيه، كما هي عليه الحالة في البلدان الاُخرى.
وإن كانت تعتبر في السابق بلد التوحيد ومنطلق الأديان من أيام إبراهيم وابنه إسماعيل.
لأن البيت الحرام المركز الديني المقدس كان قد أسسه النبي إبراهيم(عليه السلام)، ومن هناك تألقت مكة بين الناس وغدا شعاع توحيدها يعكس نداء إبراهيم الموحّد، وحادثة تكسيره لمبادئ الوثنية والطغيان لازالت ماثلة في القلوب والأذهان.
وبعد هذه الانطلاقة أصبحت مكة وبيت الله الحرام تحت رعاية أبناء إبراهيم، واستمرت الحماية والسيادة الى أن توفي (نبت) بن إسماعيل، وتحولت تلك السيادة من بعده الى قبيلة (جرهم)، أخوال ولد إسماعيل التي لم تُجد الرعاية على أحسن وجه، مما تعرضت لنزاع مرير مع قبيلة خزاعة التي كانت تطمع بالاستيلاء على مكة والبيت الحرام، وأخيراً تمكنت قبيلة خزاعة أن تزيح الجراهمة وتطردهم عن البيت الحرام.
وبعد أن استتب الأمر لصالحها، جاء زعيمهم عمرو بن لحُى الخزاعي بالوثنية من الشام الى مكة، فغيّر كثيراً من معالم مكة الحضارية والدينية، وأصبحت إرشاداته وتعاليمه ووصاياه ديناً يتمسك به قومه.
فشرّع لهم ضلالات كما شاء هواه وتريده شهواته فنصب الأصنام حول مكة، وأتى بالصنم (هُبل) من أرض الجزيرة ونصبه في بطن مكة وغيّر من دين إبراهيم، وهو أول من أحلّ أكل الميتة، فإن القبائل من ولد إسماعيل كانت ما تزال تحرّم أكل الميتة، وقد زعم عمرو بن لُحى أن الله تعالى لا يرضى تحريم أكل الميتة، وكان يقول: كيف لا تأكلون ما قتل الله وتأكلون ما قتلتم؟![7].
وكان يقول بأن الربّ يشتّي بالطائف عند اللات ويصيّف عند العزّى. فأطاعه قومه وصدّقوه، لأنه كان يطعمهم ويكسوهم في الموسم، ويحمي المستجير وينحر لهم الإبل التي كانت تقدر بالألف ، فانكبّوا على تلك العبادة وأخذوا يهدون إليها كما يهدون الى الكعبة، الى أن جاء قصي بن كلاب من أجداد الرسول(صلى الله عليه وآله) ومن ذرية إبراهيم، الذي كان مبعداً مع اُمه الى الشام[8]، فاستنهض قريشاً وشحذ هممها ودعاها الى مواجهة خزاعة، فأجابوه الى ذلك وبعد أن حشد قواهم ، لأنه يرى نفسه أولى بأمر مكة من خزاعة، ولأن قريشاً أقرب الى إسماعيل من خزاعة، ولهذا استطاع أن يهزم خزاعة من مكة ومن البيت الحرام، بعد معركة اُريقت فيها دماء كثيرة[9].
وبعد هزيمة خزاعة أمام قصي استمر هو بتوحيد كلمة قريش، بعد أن كانت طرائق متفرقة حتى لقّبوه (بمجمع) أي الجامع لقريش[10].
ومنها أصبح قصيّ رئيساً لقريش، فأمرهم أن يبنوا بيوتهم داخل الحرم حول البيت، وجعلوا أبواب بيوتهم لجهته لكل بطن منه باب ينسب إليه، كباب بني شيبة وباب بني سهم وباب بني مخزوم وباب بني جمح.
وبنى قصي دار الندوة وهي أول دار بُنيت بمكة، وهو أول رجل من بني كنانة ملك وحكم، وهو أول من أوقد النار بمزدلفة ليراها الناس من عرفة ليلة النفر.
وحاز قصي بتلك الإنجازات شرف مكة كلّه، فكان بيده السقاية والرفادة والجباية والندوة واللواء والقيادة.
وخلف قصي من بعده عبدالدار وعبدمناف، وقد خص ولده عبدمناف بالسقاية والرئاسة والدار لعبد الدار.
وبعد موت الأخوين تولّى أولاد عبدمناف تلك المهام كلّها والذين هم أشرف بطون قريش، وهم هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل، فاتفق الاُخوة جميعاً على أن تكون الرئاسة وتولي كل هذه الاُمور بعهدة هاشم[11].
وقد أحسن هاشم الرفادة والرئاسة التي سنّها جدّه قصي، فكان إذا حضر موسم الحج قام في قريش فقال: يا معشر قريش! إنكم جيران الله وأهل بيته وإنّكم يأتيكم في هذا الموسم زوّار الله، يعظّمون حرمة بيته وهم ضيف الله وأحق الضيف بالكرامة ضيفه، وقد خصّكم الله بذلك.
وكان هاشم يُخرج من كل سنة مالاً كثيراً، ويأمر بحياض من أدم فتجعل في موضع زمزم، ثم يسقى فيها من الآبار التي بمكة، فيشرب منها الحجيج.
وكان يطعمهم بمكة ومنى ومزدلفة وجمح، وكان يثرد لهم الخبز واللحم والسمن والسويق ويحمل لهم المياه، فسمّي هاشماً[12].
وبعد وفاة عبدشمس أخي هاشم أسفر اُمية النزق الطائش بالحقد على هاشم، وصعّد الصراع وشن حرباً باردة ضده وحاول أن يستقطب قريشاً من أجل إزاحة هاشم عن موقعه، فكلف نفسه أن يفعل كما يفعل هاشم من إطعام قريش، فعجز من أن يرقى الى أخلاق هاشم لسوء طويّته، فشمت به الناس وعابوه على هذه المزايدة فلم يرتدع وغضب لهذا الاحتجاج[13].
وفي ليلة من الليالي دعا هاشم اُمية فقال له: إن لي سناً وإن لي حقاً عليك، وقد بلغني ما أحبّ أن تدفعه عنك فاتق الله في قالتك عني، فأجاب اُمية بحماقة وطيش: ما تكلمت إلاّ حقّاً . فابتسم سيد قريش وأجابه إن شرفي شرفك وإن تمسه لا تعزّ .
وأخيراً راهن اُميّة هاشماً على خمسين ناقة سود الحدق تنحر بمكة وعلى جلائه عشر سنين، ظنّاً منه في أن يتخلص من هاشم، ويتولّى الرئاسة بدله، وجعلا حكماً بينهما الكاهن الخزاعي جد عمرو بن الحمق، وكانت النتيجة لصالح هاشم، وخسر اُمية الجولة أمام سيد قريش .
فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر، وخرج اُمية الى الشام فأقام به عشر سنين[14].
واُمية لم يكن بهذا المستوى من المنافسة مع هاشم; إلاّ أنه حظي بدعم من بني عبدشمس. وكان اُمية صاحب عهار، وكان يعرض لامرأة من بني زُهرة، فضربه رجل منهم بالسيف، وأراد بنو اُمية ومن تابعهم إخراج زُهرة من مكة، فلم يستطيعوا.
وصنع اُمية في الجاهلية شيئاً لم يصنعه أحد قبله من العرب، حيث زوّج ابنه أبا عمرو بن اُمية امرأته في حياته منها[15].
وبعد وفاة هاشم وتولي الرئاسة والرفادة والسقاية ابنه عبدالمطلب، انتقل اُمية بالصراع مع عبدالمطلب، واستمرت الخصومة بينهما طويلاً، الى أن تمكن عبدالمطلب من هزيمة اُمية والتخلص من شرّه عندما راهنه في سباق بين فرسين، ووضع لهذا الرهان شيئاً ثقيلاً ولم يقصد عبدالمطلب الخسارة لاُمية فقط; بل أراد فوق ذلك التحقير والقضاء على الفتنة التي طالما كان يؤجّجها اُمية[16].
وقد فرض هذا الرهان مائة من الإبل وعشرة من العبيد وعشرة من الإماء واستعباد سنة كاملة، ويضاف الى ذلك جزّ ناصية المغلوب.
ونزل الفرسان في الميدان، وتجمع الناس ليشهدوا هذا المشهد، وعبدالمطلب هادئ مطمئن واثق من نفسه راض بما يكون، ولم تفارق الابتسامة شفتيه حتى رأى الناس فرس عبدالمطلب بلغ الغاية قبل فرس اُمية، وبهذا ربح عبدالمطلب الشرط[17].
ويدل على صحة هذه الواقعة التاريخية ما افتخر به عبدالله بن جعفر على يزيد في حضور معاوية في حديث جاء فيه: إن عبدالله قال ليزيد: بأي آبائك تفاخرني؟ بحرب الذي أجرناه؟ أم باُميّة الذي ملكناه؟ أم بعبد شمس الذي كفلناه؟
قال ذلك على مسمع من معاوية، فأقرّ معاوية فخره، وأمر يزيد أن لا يفاخر الهاشميين; لأنهم قوم لا يجهلون ماعلموا.
فعبد المطلب الذي أصبح سيداً لقريش بعد أبيه هاشم وعمه المطلب[18]; كان له من السجايا والصفات ما تؤهله أن يكون سيداً لقومه، فهو ابن هاشم الذي أشبع البطون وقت المجاعة. وبذلك تحول القرشيون من فقراء معدمين الى أغنياء متخمين، لأن مال قريش وغير قريش هو من فضل رحلتي الشتاء والصيف اللتين دبّرهما هاشم.
وعبدالمطلب أندى قريش كفاً، وأعظمهم حلماً وأشرفهم وجهاً، وأمدهم جسماً وأطهرهم ذيلاً وأعفّهم أزاراً، كان أبعد رجل عن دنيّة، وأدنى رجل الى كمال نفس ونقاء روح، وهو أول من طيّب غار حراء بذكر الله، فإنه كان يذهب إليه.
فإذا استهلّ رمضان صعد حراء وأطعم المساكين، ورفع من مائدته الى الطير والوحوش في رؤوس الجبال.
ومن سجاياه وأخلاقه أنه كان لا يفكر إلاّ بالناس ومصالحهم وقضاء حوائجهم، ولا فرق عنده بين القريب والبعيد.
وكانت سقاية الحاج بيده فهو وحده الذي كان يدبّر أمر السقاية ورعاية الحجّاج، ولذا تحرّك نحو حفر زمزم لغرض توفير مزيد من الماء، وفي أثناء هذه المهمة الشاقة وسط الأعداء وجد غزالين من ذهب مما أ  لّب الخصوم عليه أكثر، وبعد أن تم إنجاز حفر البئر حيث تدفق الماء العذب من داخله تعاظم شأن عبدالمطلب، وتعاظم معه حسدهم إيّاه[19].
وبعد هذه الحادثة التي لم يكن الى جانبه فيها غير ولده الوحيد الحارث، نذر أن يذبح أحد أولاده الذكور إذا بلغوا العشرة.
وبعد أن رزقه الله الأولاد، أحضرهم جميعاً لغرض تنفيذ النذر، ووقع الذبح عن طريق القرعة على عبدالله والد النبي(صلى الله عليه وآله)، لكن العرب أفدوه بدية[20].
ومرت على قريش سنة منعت فيها السماء، فأصبح الناس في محنة وشقاء، فلجأوا الى عبدالمطلب ليستسقي لهم، إذعاناً منهم بفضله وصحة دينه، فأحضر جمعاً من أولاده ومعهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)ومضى بهم الى جبل أبي قبيس، وقال: (اللهم هؤلاء عبيدك وبنو عبيدك ـ واستمر في الدعاء الى أن قال ـ فاذهب عنا الجدب وآتنا بالحياة والخصب) وبعد أن أتم دعاءه هطلت السماء بالمطر[21].
وأما حادثة الفيل التي قال فيها لأبرهة: أردد عليَّ إبلي ودونك والبيت فإنّ له ربّاً سيمنعه. فأمر إبرهة بردّ الإبل ، فلما قبضها عبدالمطلب جعلها هدياً وفرّقها في الحرم من غير راع ولا رقيب، ثم توجه نحو منسكه غار حراء ومعه عمرو بن عائد المخزومي ومطعم بن عدي وأبو مسعود الثقفي، واتجه بكلّه الى ربّه في الدعاء:
لهم إن المرءيمنع رحله فامنع رحالك***لا يغلبنّ صليبهمومحالهم أبداً محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمرٌ ما بدا لك[22]
فأرسل الله تعالى الطير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل . ومن هذه الحوادث وغيرها استدلّ الكثير على إيمان عبدالمطلب وعلوّ منزلته[23].
فعبد المطلب رفض عبادة الأوثان والأصنام، ووحد الله عزّ وجل ووفى بالنذر وسن سنناً نزل القرآن بأكثرها، وجاءت السنّة الشريفة من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، بها، ومنها: الوفاء بالنذر، ومائة من الإبل في الديّة وأن لا تنكح ذات محرم، ولا تؤتى البيوت من ظهورها، وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل المؤودة، وتحريم الخمر، وتحريم الزنا والحد عليه، والقرعة، وأن لا يطوف أحد بالبيت عرياناً، وإضافة الضيف ، وأن لا ينفقوا إذا حجّوا إلاّ من طيب أموالهم، وتعظيم الأشهر الحرم، ونفي ذوات الرايات[24].
وفي السنة الثامنة من مولد النبي(صلى الله عليه وآله) توفي عبدالمطلب وقد أوصى ولده البار أباطالب برعاية محمد(صلى الله عليه وآله) وكفالته بعده، وأنشد في ذلك يقول:
اُوصِيكَ يا عبدَ منَاف بَعْدي***بمُفْرَد بَعْدَ أبيه فَرْدِ
فارَقَه وهْوَ ضَجيعُ المَهْدِ***فكنتُ كالاُ مّ له في الوَجدِ
لِدَفْعِ ضَيْم أوْ لشَدّ عَقْدِ[25]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

Comments system

Ad Inside Post