الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الإمام علي (عليه السلام) يصف الصحابة الصادقين



قال (عليه السلام): « ولقد كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقتل آبائنا، وأبناءنا، وإخواننا، وأعمامنا، ما يزيدنا إلاّ إيماناً وتسليماً ومضيّاً على اللّقم[6] وصبراً على مضض الألم، وجدّاً في جهاد العدو... فلما رأى الله صِدْقَنا أنزل بعدونا الكبت[7] وأنزل علينا النصر حتى استقر الاسلام ملقياً جرانه[8] ومتبوءاً أوطانه.

ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود، ولا اخضرّ للإيمان عود»[9].
وقال (عليه السلام) يصفهم ويذكّر بعظمة منزلتهم، ويأسف على فقدهم: «لقد رأيت أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) فما أرى أحداً يُشبههم منكم !
لقد كانوا يصبحون شعثاً غُبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم»[10].
وقال (عليه السلام) وهو يتحرق شوقاً اليهم: «أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟
أين عمار ؟ واين ابن التيهان ؟ واين ذو الشهادتين ؟ واين نظراؤهم من اخوانهم الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه،
أحيوا السنة وأماتوا البدعة دُعوا الى الجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه»[11].
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يدعو للصحابة الصادقين
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) ـ وهو يدعو لأصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله): «اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا الى وفادته، وسابقوا الى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأرواح والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به...» [12].
عبدالله بن عباس يصف الصحابة الصادقين
سأل معاوية ذات يوم ابن عباس عن بعض الاُمور، ثم سأله عن شأن الصحابة، فقال ابن عباس: قاموا بمعالم الدين وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذلّ بهم الشرك وأزال رؤوسه ومحا معالمه وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى [13].
__________________________________

[6] اللقم: معظم الطريق أو جادته.
[7] الكبت: الاذلال.
[8] القاء الجران: كناية عن التمكن.
[9] نهج البلاغة بتحقيق صبحي الصالح: 91 ـ 92.
[10] المصدر السابق: 97 ـ 143.
[11] نهج البلاغة، صبحي الصالح: 182 ـ 264.
[12] الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين: 43 ـ 45، وهو كتاب يجمع أدعية الإمام السجاد علي بن الحسين.. لا يزال اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يتلون أدعيته في مواسم الدعاء.
[13] مروج الذهب للمسعودي: 3 / 66، 425، 426.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

Comments system

Ad Inside Post