الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها ما الفرق بين النبي والإمام ؟!



نص الشبهة: 

لا يذكر الشيعة فرقاً كبيراً بين الأنبياء والأئمة ، حتى قال شيخهم المجلسي عن الأئمة : « ولا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعاية خاتم الأنبياء . ولا يصل إلى عقولنا فرق بين النبوة والإمامة » (بحار الأنوار : 26 / 28 .) . والسؤال : ما أهمية عقيدة ختم النبوة إذاً ؟! إذا كانت الوظائف والخصائص التي اختص بها الأنبياء دون الناس من عصمة وتبليغ عن الله ومعجزات وغيرها لم تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء محمد ﷺ ، بل امتدت من بعده متمثلة باثني عشر رجلاً ؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : إن هذا العالم الذي أشار إليه السائل يقول : إنه هو لم يستطع أن يصل عقله في هذه المسألة إلى معرفة الفرق . . فلعل غيره من العلماء قادر على الوصول إلى النتائج المتوخاة ، وتمكن من معرفة الفرق الذي عجز هو عن معرفته . .
ثانياً : إن المجلسي نفسه قد صرح في نفس كلامه هذا بقوله : « لا بد لنا من الاذعان بعدم كونهم « عليهم السلام » أنبياء » .
وقال أيضاً : « لعل الفرق بين الأئمة « عليهم السلام » وغير أولي العزم من الأنبياء : أن الأئمة « عليهم السلام » نواب لرسول الله « صلى الله عليه وآله » لا يبلغون إلا بالنيابة . وأما الأنبياء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم ، لكنهم مبعوثون بالأصالة ، وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الأصالة . . » .
فاتضح من كلام المجلسي « رحمه الله » : أن الشيعة يرون فرقاً بين النبوة والإمامة .
ثالثاً : إن إبراهيم « عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام » قد نال مقام الإمامة بعد نيله مقام النبوة والخلَّة والرسولية ، لأنه نال الإمامة في آخر حياته . .
وهذا يعني : أن للإمامة معنى عظيماً يحتاج إلى دراسة وتأمل ، وقد يكون هناك أنبياء ليس لهم مقام الإمامة ، وأئمة لم ينالوا مقام النبوة . .
ومقام النبوة الخاتمة هو المقام الأكمل ، والأتم ، والأجل والأفضل ، وللإمامة المرتبطة به ، والوصاية من قبله مقام عظيم وجليل مستمد من جلال مقام النبوة الخاتمة بالذات ، فلا معنى لقول السائل : ما أهمية عقيدة ختم النبوة إذا ؟!
رابعاً : إن العصمة ليست من مختصات النبوة الخاتمة ، بل هي من خصوصيات النبوة والإمامة مطلقاً وفي كل زمان . . كما أن التبليغ ، والمعارف الخاصة لا تختص بالنبوة الخاتمة ، بل تشمل كل نبوة وإمامة إينما وجدت ، وفي أي زمان كانت . .
فلا معنى لقول السائل : إن العصمة يجب أن تتوقف بوفاة خاتم الأنبياء . .
إذ لماذا تتوقف بوفاته ، إذا كانت ليست من خصائصه . بل هي عامة لكل نبوة وإمامة ؟!
خامساً : إن ما يجب أن يتوقف بوفاته « صلى الله عليه وآله » هو التبليغ عن الله وهي النبوة . لأن النبوة قد ختمت برسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
أما المعجزات فإن كانت بمعنى ما يثبت النبوة ، فهي أيضاً قد توقفت بوفاة الرسول . . وأما المعجزة لأجل إثبات الإمامة ، من خلال الإستفادة من علم الكتاب ، كاستفادة آصف بن برخيا منه لإحضار عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس ، فهي لم تنقطع أيضاً بوفاة النبي « صلى الله عليه وآله » ، بل هي باقية مع كل إمام عنده علم الكتاب .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 1 .
  • 1. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، الجزء الثالث ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، السؤال رقم (128) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

Comments system

Ad Inside Post