الخميس، 19 مارس 2015

مقارنة بين الوهـــابية و اليهـــود

هناك تشابه كبيرٌ بين الـــوهابية واليـــهود في أمور عدة نستعرض أهمها كلٌ على حدة -إن شاء الله.

أولاً: 
حقدهم ومعاداتهم للإسلام والمسلمين: 

الكل يعلم بأن اليهود هم أشد الناس حقداً على الإسلام والمسلمين وليس من داعٍ للإسترسال بشأنهم، فقد صرح بذلك القرآن الكريم، فقال جل وعلى: 
«لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ»....المائدة/82. 

الوهابية ومن ضيق أفقهم وصدورهم وحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين، رسخوا هذا الحقد لمصلحة اليهود والصهيونية على وجه التحديد، فمن لاحظ ويلاحظ لهجتهم ونبرتهم في فعلهم وخطاباتهم وتعنتهم يجد فيهم هذا الحقد وضيق الأفق والبغض والهمجية والتخلف بكل معانيها. 

وأكبر وأعظم دليلٍ على ذلك، موافقتهم على زرع جرثومة الفساد والغدة السرطانية على أرض فلسطين الحبيبة، ومن جهة آخرى حاربوا وواجهوا حركات التحرر بكل الوسائل، وبإعتقادي أنهم هم الموساد الخفي على كل الأراضي العربية والإسلامية، فهم الأيادي اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهة الصحوة الإسلامية المتصاعدة اليوم ومساندة الأنظمة العميلة والمنافقة التي تتولى قمع الصحوة الإسلامية بالنار والحديد. 

ولا غرابة في ذلك إذ أنهم أصلا واحداً لا يتفرع، وهذا مصطلح مني لهم "يهووهابية" أو "صهيووهابية"، فمحمد بن عبدالوهاب ينحدر من أسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي جاءت و إنخرطت في الإسلام بقصد الإساءة إليه والهرب من السلطات العثمانية آنذاك. 

والأمر الآخر هو حربهم ضد "حـــزب الله" اللبناني الشيعي الإثنا عشري والذي ذل آباءهم اليهود في جنوب لبنان فأخرجهم مدحورين خائبين، يجرون أذيال الهزيمة التي كان لابد لهم منا!!! 

ثانيا: 
إرتكابهم للمجازر البشعة في حق المسلمين الأبرياء على مر العصور ولازالوا. 

ولا يخفى عليكم المجازر التي إرتكبها اليهود في حق النبيين والصالحين، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: 
«وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ»...البقرة/61. 

وقال جل وعلى في موضع آخر بسم الله الرحمن الرحيم: 
«إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»...آل عمران/21. 
وقتل الأنبياء كان ديدنهم وفعلهم الذي لا يُتسترر عليه على مدى العصور، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: 
«وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون»....البقرة/87. 

ومجازرهم مستمرة للآن في حق رافعي كلمة "لا إله إلا الله" وحتى جميع البشر غيرهم. فهذه مجازر صبرا وشاتيلا، ومجرزة خان يونس ومجرزة الخليل و... ومجزرة دير ياسين ومجزرة قانه... ومجزرة جنين التي أدهشت العالم فجعلوا المخيم وكأن زلزالاً مدمراً قد ضرب أركانه وهد بنيانه... وتلك الجرائم البشعة من بقر بطون النساء وقتل الأطفال الأبرياء وسبيهم. .. إلخ 

والوهابية هم على هذا النهج بل زادوا على ذلك بكثير، نذكر لكم مجزرة إغرورقت العيون لها بالدموع الحارة والمرة، مجـــــــــــزرة كربــــــــــلاء: 
( سنة 1216 ه ) وفيها سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين. وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت. وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين. وأخذوا ما في القبة وما حولها وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد. واليواقيت والجواهر وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك ما يعجز عنه الحصر ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب ألفي رجل. ثم إن سعود ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض فجمع الغنائم وعزل أخماسها وقسم باقيها في المسلمين غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان ثم ارتحل قافلا إلى وطنه. 
راجع 
عنوان المجد، ص 121 - 122. 

ويقول الدكتور همايون همتي : وفي داخل المدينة ارتكبوا الكثير من الأعمال الوحشية من تدمير ونهب وفساد، فكانوا يقتلون كل من يصادفهم من دون أية رحمة ولا شفقة، ونهبوا جميع الدور. لم يغامرهم في هذه المذبحة أي عطف على الشيخ والشاب والصغير والكبير والمرأة والرجل، بحيث لم ينج أحد من قسوتهم البربرية "، أنظر، الوهابية نقد وتحليل، ص 148. يقول الباحث رايمون في تقرير له حول فاجعة كربلاء : " رأينا مؤخرا في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الإمام الحسين مثالا مرعبا على قساوة تعصب الوهابيين. فمن المعروف أنه تجمعت في هذه المدينة ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي، لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة.. . وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة، وكان الجميع يعرفون إن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل. فقد كانوا دوما يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة أن دائنيهم حددوا موعد تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحلامهم. وها قد حل هذا اليوم في الأخير وهو ( 20 نيسان - أبريل 1802 م ) فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات تركوا ما تبقى للنار والسيف. وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة. وكانت قساوتهم لا تشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا.. وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص.. . ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل. وبعد النهب والقتل دمروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء. وحطموا خصوصا المنابر والقباب لأنهم يعتقدون بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب، أنظر أرشيف السياسة الخارجية لروسيا ( 1803 الإضبارة 2235 ص 38 - 40 ) نقلا عن تاريخ العربية السعودية، لفاسيليف، ص 116 - 117. 

وكتب السيد محسن الأمين عن وقعة الحاج اليماني يقول (كشف الارتباب، ص 53 - 54): 
في هذه السنة ( 1341 ه ). إلتقى الوهابيون بالحاج اليماني وهو أعزل من السلاح وجميع آلات الدفاع وهم في الطريق وأعطوهم الأمان ثم غدروا بهم فلما وصلوا إلى سفح جبل مشى الوهابيون في سفح الجبل واليمانيون تحتهم فعطفوا على اليمانيين وأطلقوا عليهم الرصاص حتى قتلوهم عن بكرة أبيهم وكانوا ألف إنسان ولم يسلم منهم غير رجلين هربا وأخبرا بالحال. 

وطبعا غنموا واستولوا على ما كان عندهم وقسموه بينهم للراجل سهم وللفارس سهمان. 

وقبل سنتين أو ثلاث قتل أحد القائمين على مسجد في الأحساء ضرباً على أيديهم داخل المسجد بعد رفع للشهادة الثالثة!!! 

ولا تنسوا مجزرتهم في مزار الشريف، حيث شهدوا عليهم حتى السنة، ولقد بان الإستغراب على الصحفي السعودي ×××× عندما حكى ما رأى على قناة الشرق الأوسط قائلا: 
"والله رأيتهم بأم عيني يبقرون بطون النساء..." وذبحوا الأطفال ذبح النعاج بلا رأفة ورحمة. 

إن الذي يقرأ ما كتبه بعض الكتاب الشيعة من هذه المنطقة حول ما يتعرض له مجتمعهم من اضطهاد ومضايقة، لا يسعه إلا أن يصرخ عاليا، ويعلن رفضه لهذه الممارسات اللاإنسانية، التي تسحق كرامة الإنسان، وتعتدي على أهم حق من حقوقه ألا وهو حق الاختيار العقائدي والديني !! 

يقول السيد محسن الأمين : 
" أما سبي ذراري المسلمين فهو مقتضى قواعد المذهب الوهابي الذي أساسه ومبناه ومحوره الذي يدور عليه، التسوية بين عبدة الأصنام وبين المسلمين في الإشراك بالعبادة. وقد صرح الصنعاني في تطهير الاعتقاد في عدة مواضع بما يدل على ذلك حيث قال : ومن فعل ذلك ( أي الاستغاثة وما يجري مجراها ) لمخلوق فهذا شرك في العبادة وصار من تفعل له هذه الأمور إلها لعابديه وصار الفاعل عابدا لذلك المخلوق وإن أقر بالله وعبده فإن إقرار المشركين بالله وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن وجوب سفك دماءهم وسبي ذراريهم ونهب أموالهم. وقال في موضع آخر فمن رجع وأقر، حقن عليه دمه وماله وذراريه ومن أصر فقد أباح الله منه ما أباح لرسول الله ( ص ) من المشركين. وحكى الجبرتي في تاريخه في حوادث ( سنة 1217 ه ). أنهم أي الوهابية لما دخلوا الطائف قتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال. قال : وهذا دأبهم مع من يحاربهم. 


ثالثاً: 
السيطرة على المجال الديني والإعلامي 

من المعلوم أن اليهود من أشد الناس حرصاً على الدنيا، وقد أخبر القرآن عنهم قائلاً بسم الله الرحمن الرحيم: 
«وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ»....البقرة/96. 

ومع حرصهم هذا إلا أنهم وطنوا من الأموال الطائلة ما يبقيهم أحياء يستعبدون الآخرين. والحاضر يحكي ذلك إذ أنهم يسيطرون على مصادر الأموال ويتحكمون في وسائل الإعلام حتى الإعلام العربي منها فضلا عن الغربي أو الأجنبي. 

فكان بذلك مصدراً يعول عليه لترسيخ برتوكولاتهم الصهيونية المتشددة الخالية من الإنسانية القاضية على حقوق الإنساء مسلما كان أو غير مسلم وها نحن نرى الفقر المدقع الذي يعشه العالم الذي تسيطر عليه القوى الإستعمارية والتي تدار بأيدٍ يهودية صهيونية خفية. 

وهاهم بنو وهاب على هذا المقام المنحط الأدنى، فمبتغاهم تعدو تحقيق السيطرة والتوجيه للشأن الديني العام في العالم الإسلامي والتحكم به. ومن ثم التحكم في ظاهرة الصحوة الإسلامية التي أصبحت تشكل الهم الاستراتيجي الأكبر لجميع دوائر الأمن في العالمين الشرقي والغربي، ومن ضمنهم بلا شك مجمل الحكومات الإسلامية. علما بأن هذا الحكم في المجال الديني والسيطرة عليه سيؤدي بالضرورة إلى التحكم في المجال السياسي العام. فالمؤسسة الدينية الوهابية " السلفية " التي تباشر حركة الدعوة وتمدها بما تحتاجه من كتب وفتاوى، هي مؤسسة مملوكة لأسرة آل سعود الحاكمة في الرياض. تأتمر بأمرها وتنتهي بنهيها، وتخضع في النهاية لمفردات الاستراتيجية السياسية لهذه الدولة. وأي انتصار للدعوة السلفية في أرجاء العالم يمكن أن تستثمره بالنتيجة السياسة السعودية. وبالتالي فأي تحكم أو توجيه للصحوة الإسلامية اليوم لا يمكنه أن يخلو من التأثير السياسي المباشر أو غير المباشر للدولة السعودية. ولا أحد ينكر مدى التشابك والعمق الذي يميز علاقة الدولة السعودية بالغرب في المجالين السياسي والاقتصادي. وإذن فمسألة انحراف الصحوة الإسلامية عن أهدافها، أو توجيهها خلاف ما يريده لها أبناءها المخلصون، تبقى مسألة تثير الكثير من التساؤلات ويلفها الغموض. ويكفي أن نعلم أن القرآن قد صرح وفي قوله الصدق والحق، بأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم. 

وهم جمعوا قوتهم لأجل هذه الأهداف، وإستخدموا: 
(1) نشر الجهل في داخل الأوساط الإسلامية. 
(2) تحريف مسار الصحوة الإسلامية. 
(3) إشعال الفتن المذهبية..... وغيرها من الأمور التابعة لمبتغاهم. 


رابعاً: 
زرع الكراهية والبغضاء بين أبناء الديانات ضد المسلمين وبين المذاهب الإسلامية أنفسها. 

اليهود وعلى مر العصور يعملون بزرع الفتن بين أبناء الأديان وخصوصا الإسلامية حتى ظهروا لنا بمقولة "أنتم معادون للسامية"، وقد أطلقوا هذه الكلمة على كل من يقف بطريقهم حتى المسيحيين المعتدلين والطلبين بالسلام الحقيقي وهو خرجوهم من أرض فلسطين الحبيبة لو يختص ذلك بهجومهم على المسلمين. 

ومن ناحية آخرى وعلى نفس النهج، سلك الوهابييون هذا الطريق وهذا الأسلوب الذي ورثه الخلف عن السلف، والذي يجعل من العنف والتهجم على المخالفين ورميهم بكل أنواع السباب والشتائم ونهش أعراضهم، النهج القويم الذي يتم من خلاله نشر عقائد وأفكار دعاة السلفية. فإثارة الفتن ونشر البغضاء بين فئات المجتمع الإسلامي. وتعميق الخلافات المذهبية وصولا إلى الطائفية البغيضة، غدت من مميزات التحرك السلفي. فحيث تستعر نار الطائفية والخلافات المذهبية، تجد هناك دون شك أو ريب عقل سلفي وهابي حنبلي يؤجج هذه النار ويمدها بالوقود كي تشتعل أكثر وتدوم. ولا شك أن هذه النار قد أحرقت مساحات واسعة من أراضي التفاهم والتسامح التي كانت سائدة بين مجمل الفرق والمذاهب الإسلامية. خصوصا بين الشيعة والسنة. فلم يسمع عن قلاقل واضطرابات بين التجمعات السكانية الشيعية والسنية. مثلا في مناطق تواجدهم معا إلا بعد ما نفخ العقل السلفي في بوق الطائفية البغيض فبدأ السني يسمع من أفواه الدعاية السلفية أن الشيعي كافر مرتد يسبب أصحاب النبي محمد ( ص )، في المقابل وجد الشيعي نفسه محاصرا بدعاوي التكفير والردة أينما حل وتوجه. ولنا أن نتصور حجم المأساة، ففي باكستان والهند والعراق تعيش الملايين من الناس في تداخل وانسجام، تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. يتزاوجون في ما بينهم، ويستحل الشيعي مأكل ومشرب السني ويحرم دمه وماله وعرضه. لكن هذا الانسجام تحول في الآونة الأخيرة وخصوصا في باكستان والهند إلى تباغض وأحقاد، راح ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين وأحرقت المساجد. وما زالت نار الفتنة يتصاعد لهيبها ويكبر حجمها، دون أن يكون هناك أمل في إخمادها أو التقليل من انتشارها. فالأطنان من الكتب والفتاوى في تكفير الشيعة والتهجم على مذهبهم تنزل إلى الأسواق باستمرار وتتابع. والفضل كل الفضل لأموال النفط السلفي التي توزع وتدفع بسخاء لكل مرتزق يستطيع أن يغدي هذه المعركة الخسيسة، بين فئات المجتمع الإسلامي الواحد. 

يقول حمزة الحسن : إن معظم الحروب الطائفية التي نشهدها في كل مكان في العالم إنما مولت بأموال النفط السعودي، بل إن الحروب السنوية في باكستان لم تثرها إلا الجماعات المتحالفة والمدعومة من السعودية، وقد وصل أعلام آل سعود الطائفي إلى كل الدنيا، إذ أن مهمة المؤسسات الدينية الرسمية السعودية ومهمة أعلام السعوديين، هو إثارة الفتنة والبلبلة في صفوف المسلمين لكي يدعوا بعدئذ أنهم حماة " السنة " وما هم كذلك. الشيعة في المملكة العربية السعودية، مؤسسة البقيع لإحياء التراث، ط 1993 1 م، ج 2 ص 149. 


خامساً: 
نقض العهد 
بدأت المفاوضات مع اليهود منذ ظهور الإسلام، فكانت مفاوضاتهم تؤدي بهم إلى ما لا يحمدون عقباه بعد ما كان منهم من نقضٍ للعهود. قال تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم: 
«الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ»...البقرة/27. 

وقال جل وعلى أيضا بسم الله الرحمن الرحيم: 
«الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ»....الأنفال/56. 

وفي آية أخرى بسم الله الرحمن الرحيم: 
«وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ»....الرعد/25. 

وذكر تاريخ اليهود غني عن التعريــف، ولذا نذكر نقض العهود من قبل الوهابية: 


وأستمحكم العذر في هذا الشأن، فلن أذكر ما فعله الوهابية من نقض العهود لأن ذلك سيؤذي إلى ذكر أشياء وأشياء تبين من وضع أيديهم في أيدي هؤلاء وفقط أذكر نقضهم العهد مع أمير مكة المكرمة لأن تفصيل هذه الأمور غير مرحب به في الساحة. 


وأخيرا وليس آخراً: 
الحوار مع الوهابية والمفاوضات مع اليهود 

المفاوضات مع اليهود بدأت من ذمن بعيد، ولكن تختص بالحديث بالمفاوضات التي جرت بينهم وبين الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي عراهم من نواياهم الخبيثة وكشفهم حتى أخرجهم من أرض الجزيرة أو يسلموا له الأمر وقد حصل. 

ولكن ذاك مع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله، فالمفاوضات التي تجري اليوم عرفت اليهود بمن هم ضعيفي النفوس وقصيري النفس، فأصبحت هي بدورها تتصف بهذه الأمور: 
(1) النفس الطويل. 
(2) المراوغة وتضييع الوقت أو إكتسابه لنيل ما يطلبون. 

والذين أعتفروا بهذه الغدة السرطانية، باعوا كل ما فاوضوا عليه، كما هو الحال في فلسطين، فلم يبق شيء للمساومة إلا البقية الباقية من الأرض المقدسة. 

ومن ناحية ثانية، الذين لم يعترفوا بهذا الكيان أمثال حزب الله اللبناني الشيــــعي سددهم الله وحفظهم، توقف ذلك التفاوض وأصبح الحزب العظيم هو من يضع الشروط وهو الذي يحدد الحدود حتى أجلاهم عن الأرض اللبنانية والذين كانوا قابعين بها من الشمال وحتى الجنوب قبل ذلك فجعلهم كعصف مأكور. 

وهو نفس الحال بالنسبة للوهابية، إستخدموا وسائل الحوار المشروعة منها وغير المشروعة فبسطوا فكرهم الضال على بسطاء المسلمين وإستعبدوهم بتخاريفهم وأراجيزهم البالية فجعلوهم شرٌ يخاف على المسلمين منه. 

ولما وصل الحوار مع الشيعــــــــــــــــــــة زلزلت أركانهم وتحطم كيانهم وكشفت أسرارهم وما يضمرون من حقد على المسلمين بنشر تلك الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان، فكانت الشيعة سيف الله المسلط على رقابهم لبيان زيفهم وضلال معتقداتهم، وها نحن نشهد في كل ساحات الحوار الوهابية منها قبل الشيعية وكيف خسروا ما بنوه طوال تلك السنين بسبب الحوار مع شيعة آل بيت محمد صلوات الله عليهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

Comments system

Ad Inside Post