
إن هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض ( شرح التجريد للقوشجي 403 , التحفة العزيزية لعبد العزيز الدهلوي ـ الباب السابع ) لتأويل معنى ( المولى ) في حديث الغدير , ولكن مردودة لوجوه :
منها : ان صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه , إذ لا يعقل أن يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) الناس بالاجتماع والاصغاء الى مجرد معنى ( المحبة والنصرة ) , وبعبارة أخرى لدنيا قرينة حالية صريحة بأن ذاك الاهتمام البالغ لا يتصور أن ينصب فقط لبيان كون علي (عليه السلام) محباً وناصراً لمن كان النبي محباً وناصراً له , أو بمعنى ( من أحبني وتولاني فليحب علياً وليتولّه ) , وهذا هو الذي دعا الطبري لرد هذا الوجه , فقال : وفيه عندي بفعد , إذ كان قياسه على هذا التقدير أن يقول : من كان مولاي فهو مولى علي , ويكون المولى ضد العدو , فلما كان الاسناد في اللفظ على العكس , بفعد هذا المعنى ( الرياض النضرة 1/205 ) .
ومجمل الكلام : أن القرينة المقامية والحالية توجب رفع اليد عن معنى المحب والناصر للمولى في صدر الحديث , بل وصرفه الى معنى الأولوية على الأنفس التي هي الامامة .
وأما تتمة الحديث , فلابد من لحاظها مع صدر الحديث , لا بالاستقلال , فيكون الدعاء الوارد في ذيل الحديث متوجهاً إلى من قبل إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق